اهداف واستراتيجية كومله ضمن الحركات الثورية الكوردستانية
المصادق عليها في المؤتمر التاسع لحزب كومله
الفصل الاول- مشكلة الكورد في ايران والحركة الثورية في كوردستان ايران
اولا: ان ايران هي دولة ذات قوميات متعددة حيث كان الظلم القومي في خدمة صون وتمتين الدكتاتورية والجور، وقمع المطالب المحقة والحركات المطلبية، وخلق التفرقة والعدوانية بين العمال والكادحين وتنمية العصبية والتعصب القومي والطائفي والعرقي وعرقلة الانماء المتوازن، ومنع الحرية السياسية، وتثقيف المجتمع الايراني، وصون وتمتين السلطة الرجعية والامبريالية.
ثانيا: ان الشعب الكوردي، هو شعب مظلوم وذلك نتيجة اعادة تقسيم العالم من قبل الدول الامبريالية بعد الحرب العالمية الاولى بين دول المنطقة وسلب منه حق تاسيس دولته الوطنية. وان وجود الظلم القومي الى جانب ابشع صور القمع، كان دوما سببا للتخلف الاقتصادي والثقافي لهذا الشعب.
وكثيرا ما دخل الشعب الكوردي ميدان النضال والمواجهة ضد هذا الظلم القومي، وطالببحق تقرير المصير. هذا النضال وتلك المواجهة التي هي ضد الحكومات الدكتاتورية في العاصمة طهران، كان يترأسها في الماضي رؤساء العشائر والشيوخ والاقطاعيين ومن ثم القوى البرجوازية. كانت تلك القوى المفترض فيها تمثيل كوردستان وشعبها هي في حقيقة الأمر ضد مصالح الكادحين وتظلمهم، وكانت ثوابتها في قيادة تلك الثورات القومية غير مستقرة وثابتة، وكانت احيانا تتحالف حسب مصالحها مع الطبقات الظالمة للطبقات الكادحة ضد الجماهير المظلومة.
ثالثا: بروز نمط الانتاج الرأسمالي وما تلاها من تبدلات اجتماعية، في العقود الماضية، أدى الى بروز اثار ثقافية وسياسية كبيرة في المجتمع، نمت في ظلها ارضيةادت الى توعية المجتمع الكردستاني، وتهيئة وتنظيم الطبقة العاملة فيه لتلعب دوراً فاعلاً في التغيير، مما أدى الى نشوءالاساس المادي لقيادة طبقة العمال والحزب السياسي لهذه الطبقة ليلعب دوراً طليعياً في الحركة الكوردستانية.
ان تطور وتنمية المجتمع نفسه، أسسلتبدلات اجتماعية جديدة،ادت الى تغيير العلاقة مع المجتمع القديم والابوي. فبروز دور الطبقة العاملة، ونشأة المدن الجديدة، وانتقال السكان اليها من القرى والدساكر، وتمدنهم، وانتشار وتنمية التعليم العام، وازدياد دور المرأة والشباب، ورغبة الناس بتطوير حياتهم الاجتماعية كانت احد اهم العوامل التي أدت الى بروز كومله كقوة ثورية برزت على ارضية وفترة هذه التبادلات الاجتماعية، الى جانب عامل آخر وهو التغييرات الجذرية للظروف والاجواء السياسية في ايران واستنهاض اليسار الثوري في ايران في نهايات الستينيات الميلادية، الى جانب الظروف الخاصة بالمجتمع الكوردستاني والحركة الثورية للشعب الكوردي. ان بروز الدور الواسع لكوملة كقوة يسارية وقيادية، تستخدم قاموساً سياسياًمختلف وجديد وذات منهج ثوري جديد، ادى الى توسع قاعدته الجماهيرية، حيث انضمت الجماهير اليه بسبب فعالية سياساته، ومصداقيته الواسعة، مما جعل تأثيره مباشراً على المجتمع الكوردستاني والحركة الثورية الكوردية وعلى اليساري الايراني.
ان بروز دور كومله له اثار عميقة على مسيرة توعية ونضال العمال والكادحين لكردستان، حيث ان اظهار المسائل المتعلقة بالعمال وحقوقهم ونضالهم في كوردستان، اختلط مع اسم ودور كومله. لكومله أيضاً دور مهم ايضاً بدعم الحركات والانتفاضات الجماهيرية ومساندتها، وكذلك الدفاع عن الفلاحين الى جانب الكادحين، وتولي دور مهم في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق وحريات الناس، وفضح دور النظام الايراني بهدر تلك الحقوق. وكومله كحزب ثوري أخذ على عاتقه الدفاع عن قضايا الناس والذود الدائم عن حقوق جماهير كوردستان، والدفاع عن حقوق المرأة، باساليب جديدة ومتطورة، مما أعطى كوملهدور لا يستهان به في المجتمع، اذ ساهم الحزب من خلال نضاله بتحقيق تغيير جذري في المجتمع، وتحقيق الكثير من مطالب الحركة الكردستانية من خلال العمل بمنهاج سياسي علمي يستند الى المفاهيم الاشتراكية لكوملة .
من خلال نضاله، وحركته، تحول كومله الى حزب رائد وقائد للحركة الثورية الكوردستانية، في اصعب الظروف فقدم الاف الشهداء، الذين حفظوا له ضمن المجتمع مكانة رفيعة لا تهتز، لأنه كحزب كان في الصفوف الامامية لنضال المجتمع الكردستاني وترك بصمات قوية في تاريخ النضال العمالي والكادحين الكوردستانيين والحركات الثورية الكوردية.
رابعا: خلال اكثر من عشرين سنة من حكم الجمهورية الاسلامية، اصيب المجتمع الايراني بمشاكل جمة،اقتصادية ومعيشية وسياسية وثقافية، وجعلت من ايران كبلد جحيما وسجناً كبيرا للظلم والقمع. لقد مارست هذه السلطة في كوردستان الكثير من القمع والاضطهاد الواسع، سواء كان ثقافياً او قومياً. وزارة تلك السلطة الكثير من التمييز العنصري في مجالي الإنماء والإعمار على قاعدة التفرقة المذهبية. لقد سهلت تلك السلطة المجرمة الادمان على المخدرات، وضيقت على الناس حياتهم عبر مراقبتهم بشكل كثيف وتحويل مناطقهم الى ثكنات عسكرية، وخلق الاحتكارات التجارية والتضييق عليها اقتصاديات وفرض الحصار المسلح عليها، وإلزام الناس بالتجنيد الإجباري، وفرض التهجير على الناس لتغيير ديمغرافية المنطقة، وممارسة سياسة قمعية تستند على سجن الناس وشنقهم بتهم وهمية وبلا محاكمات عادلة، وتهجير سكان المنطقة، وممارسة كل أشكال السجن والارهاب والقتل والاعدام، بحق كردستان واهلها.
في 28 من شهر كلاويز عام 1358 الشمسية، هاجمت الحكومة الايرانية تحت تبريرات واهية ودون الاهتمام بالمطاليب المحقة لجماهير كوردستان، بعد اقفال جميع الطرق السياسية لمعالجة أزمات المنطقة، كوردستان بجيش واسع، فرض سلطته على المنطقة ونهب خيراتها وهذا النهب مستمر الى يومنا هذا. في هذه الفترة لم تترد هذه السلطة بالقيام باي نوع من انواع القتل والنهب، وقد مارست كل انواع من الظلم والجور. الا ان ذلك التاريخ الممتد لعشرين عام كعمر للسلطة الإيرانية، تحول في كردستان الى تاريخ من المواجهات والرفض وتجذر جماهير كردستان في ارضها بمواجهة اكثر من عشرين سنة من القتل والنهب، ولم يؤدي ذلك الظلمالى كسر ارادة جماهير كوردستان ودفعهم للتنازل عن حقوقهم المشروعة.
منذ بداية هجوم الحكومة الايرانية على كوردستان برزت حركة ثورية مسلحة للدفاع عنها، وسطرت بطولات مشرفة بمواجهة ملالي ايران. قامتالحركة الثورية في كوردستان خلال تلك المرحلة بالرغم من العقبات والعراقيل بالقيام بواجباتها الثورية، فقامت بالمظاهرات والاعتصامات الى جانب الاتنفاضات في المدن والتفاوض مع ممثلي الحكومة، وكانت تلك الحكومات دائماً ما تتهرب من اي اتفاق فكانت تتجددالمظاهرات والمواجهاتا الجماهير الواسعة، حفلت السنين الاخيرة بكثير من المواجهات في المدن الكوردستانية، دون ان تستسلم تلك المدن والجماهير ابدا، ودون ان تنجح تلك السلطة الرجعية ان تخضعها لسلطتها، او ان تخمد نار ثورتها، ان حكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية، رغم كل ما مارسته من اشكال التعذيب والقمع فانها لم تنل سوى نصرا ذليلا هزيلاً ولم تستطع ان تقضي على القضية الكردية في ايران لا بل قد زاد ذلك القمع من قوة الحركة وتجذرها وترسخها بين شعبها الكردستاني.
ان كوردستان في السنوات الاخيرة شهدت نهوضا ثقافياً وثورياً. وان جماهير الناس الواسعة وخصوصا الشباب بسبب البطالة ونهب خيرات منطقتهم، والقمع حيث لم يعد أمامهم سوى ظلام الحكم، وأصبحوا بلا أمل، عادوا الى الشارع وباشروا بنضالهم من جديد، فتحول الخوف الذي يزرعه النظام الدكتاتوري الديني الى حافز لابراز قضيتها واثبات أحقيتها وحقوقهم. ان ميزان القوى ينحرف لصالح الحركة الكردستانية التي صمدت لعشرين سنة ولم يستطع النظام ان يسكت صوتها، ويهزمها، فتحولت الى قوة نضالية ثابتة متجذرة قادرة على الدفاع عن شعبها، وهذا القمع قد زرع في كردستان غضباً جعله كالنار تحت الرماد يعبر عن نفسه بكثير من الأشكال ويهدد بالانفجار السياسي والتحول الى انتفاضة بوجه ملالي ايران
الفصل الثاني: اهداف واستراتيجيات كومله في الحركة الثورية لشعب كوردستان:
خامسا: المسالة القومية الكوردية، رغم ان لها الجانب الاقتصادي والثقافي الاخر، لكنها في الاساس ذات جذور في تكوين الدولة الشعبية ومصير هذا الشعب لذا فانها مسألة سياسية مضمونها هو تاسيس سلطة الشعب على ارض وطنه. ان اهداف المجتمع في الحركة الثورية للشعب الكوردي هو مكافحة الظلم القومي، والغاء المؤسسات القمعية والبيروقراطية للحكومة المركزية، وتكوين حكومة فدرالية تمثل سلطة الشعب وتحمي مصالح العمال والكادحين في كوردستان.
سادسا: نحن نؤيد المساواة بين الشعوب الايرانية، وحل جميع القضايا التي أوقعت الظلم القومي بحق تلك الشعوب، وضد تشجيع اي انواع من الاعمال العدوانية القومية ونطالب بمكافحة ومنع اي نوع من الاعتداء على الاقليات القومية. نحن نناضل من اجل ترسيخ روح الاخوة والتعاون بين كادحي الشعوب المختلفة في ايران ونناضل معاً لوقف الاعتداءاتالعدوانية القومية والدينية والعرقية من قبل النظام. نحن وفق رؤيتنا ومنهجنا الاشتراكي نعرف رسميا حقوق الشعوب الايرانية المختلفة لتقرير مصيرهم وفي الوقت نفسه نحن نطالب بالتوحيد الحر والاخوي للشعوب الايرانية في تكوين سياسي فيدرالي، ونعتقد ان الوحدةهي في مصلحة الجماهير الكادحة.
نحن كومله نؤيد جميع القوى التحريرية الثورية والمؤيدة للديمقراطية الحقيقية في ايران، والحركة الثورية للشعب الكوردي، ومطالب الشعب الكوري المحقة. نحن نبني علاقتنا مع تلك القوى بالاستناد الى تلك الثوابت .
سابعا: ان كومله تناضل من اجل ازالة سيطرة السلطة الايرانية، التي تمارس القمع في كوردستان، وتسعى الى تأسيس، سلطة ديمقراطية جماهيرية عمالية كادحة في كوردستان ومن اجل توطيد وتمتين سلطة العمال والنقابات والمنظمات العمالية الاخرى، ومن اجل ضمان قانون رائد للعمل، والعمل وفق خطة ممنهجة تساعد على تطوير مستوى معيشة المواطن من الناحيتين المادية والمعنوية، والعمل على مساواة الرجل والمرأة من ناحية الحقوق، فهناك نسبة عالية من نساء ايران يتعرضن للقمع، ويمارس عليهن عدم المساوات، فلهن كل الحق باكتساب المزيد من الحريات، ونشر ثقافة المجتمع المدني، ودعم المنظمات النسائية الثورية لتحقيق مطالبهن، ومنع اي ظلم ثقافي، واجتماعي يقع على المجتمع النسوي في ايران، علينا العمل على رفع كل انواع الظلم من الناحيتين القومية والاجتماعية الواقع على المرأة في المجتمع الكردستاني .
نسعى في كومله الى فصل الدين عن الدولة، وتقوية الجماهير، والمنظمات الديمقراطية والجماهيرية، وتسليح جماهير العمال والكادحين للدفاع عن حقوقهم وصون كوردستان الثورية ضد اي نوع من انواع المؤامرات الرجعية، ان الدافع الرئيسي لبروز كوملة هي القوة الجماهيرية الرصينة وحركاها وخطواتها نحو تحرير المجتمع، لذلك نحن في كومله نسعى الى تأطير وتنظيم قوى المجتع في سبيل تطوره وتقدمه، في الوقت نفسه ان قوات بيشمركة كومله المسلحة، التي هي جزء من هذه القوى الاجتماعية، تسعى الى تسليح عمال وكادحي كوردستان، ليكون السلاح هو احد ادوات تطوير ذلك المجتمع، والسعي نحو تحقيق أهدافه. لذلك نحن نسعى في كومله الى ان يكون تطوير قوات البشمرگة العائدة لنا في اول أولوياتنا.
كومله تسعى الى استغلال اي فرصة ولو كانت صغيرة، لتزيد الضغط الثوري على تلك السلطة القابعة على صدور الناس وتعد انفاسهم، لتؤهل الارضيّة لاسقاط تلك السلطة، من خلال تطوير اهدافها، وتحقيقها من خلال العمل الثوري، رغم ان كوملة تفضل العمل من خلال الطرق السياسية والسلمية لتحقيق مطالب الشعب الكوردي وهي كانت دائماً مستعدة لذلك، ولديها عدة العمل السياسي جاهزة لذلك، الا ان الحكومة الايرانية هي التي لم تسهل الأمر وذلك لأنها لم تستخدم سوى للغة القمع والعنف والارهاب ولم تسجب لمطالب شعب كوردسان الا بالقتل والتعذيب والإعدام والسجن والارهاب. في هكذا ظروف فان الشعب الكردستاني وفي مقدمتهم كوملة وقفوا وسيقفونبوجه ذلك القموع والظلم.
ثامنا: ان كومله منفتحة، ومستعدة للتعاون، والعملمع الاحزاب والقوى السياسية لكوردستان ليواجهوا بشكل مشترك وتحت مظلة واحدة، الجمورية الاسلامية الايرانية، والعمل مع تلك القوى على تطوير وتحقيق مطالب شعب كوردستان ايران.
ان تأسيس تلك الجبهة الكردستانية، ووضع أسس للعمل المشترك، يقلل من قدرة السلطة الايرانية على إهمال مطالب الشعب الكردي، وبالتالي ممارسة قمعها في مناطق كردستان ايران، وسيقلل من مخاطر هجوم تلك السلطة على كردستان لأنها ستتهيب من وحدة القوى الكردستانية، ومن وقوف الشعب خلفها، ولن تستطيع بعد ذلك تلك القوى السلطوية للنظام من تجاهل مطالب اكراد ايران.
نعمل في كومله على توعية عمال وكادحي كوردستان سياسياً واجتماعياً، للارتقاء بكردستان نحو مجتمع حداثوي وديمقراطي.
كومله تدافع عن التعددية السياسية والثقافية في كوردستان، وتسعى الى صون القانون وتثبيت دعائمه، وتسعى الى بناء مجتمع ديمقراطي تعددي، تضمن فيه حرية التعبير والنشر والطباعة، وتشكيل الأحزاب والجمعيات، وتتحمل فيه مؤسسات السلطة مسؤولياتها السياسية والاجتماعية.
ان كومله ترفع راية الدفاع عن الحقوق الشخصية والسياسية الواسعة حرية التعبير النشر والطباعة المؤتمرات والندوات والمنظمات حرية انتقاد الاحزاب والمسؤولين السياسيين وحرية الانتماء السياسي.
تاسعا: تدعم كومله النضال السياسي للشعب الكوردي في الاجزاء الاخرى لكوردستان من اجل حق تقرير المصير، وتسعى الى بناء علاقات اخوية مع باقي اجزاء كردستان، وصولاً الى بناء علاقات سياسية على المستوى القومي الكردستاني لتحقيق مصالح الكرد في كافة اجزاء كردستان.
عدد القراءات 6285
PM:11:28:11/01/2017